أنواع مناهج البحث العلمي والاستخدامات الخاصة بها
العلم هو الوسيلة التي تجعل حياتنا تبدو أفضل، ويتم الاعتماد على مناهج البحث العلمي المختلفة من أجل خدمة عدد من الجوانب الخاصة بالمادة العلمية التي يتم تناولها بالدراسة والتحليل، يمكننا الإشارة إلى أن التعرف على تلك المناهج بالشكل الصحيح، سوف يساعدك على تطبيقها في مجال دراستك.
وذلك من أجل التعرف على كافة الجوانب المختلفة الخاصة بها، من حيث المميزات والعيوب والخطوات المطلوبة لإتمام عملية التطبيق الصحيح، كل ذلك سوف يساعدك على تحديد النهج المناسب لك وفقًا لما تريد دراسته.
أنواع مناهج البحث العلمي
تتعدد مناهج البحث العلمي، وفقًا لعدد من النواحي المختلفة، سوف نتمكن من التعرف عليها بشكل أكبر من خلال ما يلي:
المنهج الوصفي
يعتبر من أشهر مناهج البحث العلمي وأقدمها، يتم الاعتماد عليه من أجل دراسة الظاهرات الوصفية، والتي يتم جمعها وتنظيمها من أجل تغطية تلك الظاهرة بشكل مناسب، ولا يخلو منهج علمي من ذلك الأسلوب، وتعتبر العلوم الاجتماعية هي الأكثر اعتمادية عليه بشكل كبير.
بعد القيام بجمع المعلومات عن الظاهرات المطلوب دراستها، سوف تتمكن في النهاية من إتمام التحليل لها بعد التنظيم الجيد، وتتعرف على مجموعة من النتائج التي تحتاج إلى التقويم الخارجي، وذلك من خلال المقارنة بالإحصائيات المتاحة والظاهرات الاجتماعية المختلفة.
من المميز في ذلك الأسلوب أنه قائم على الموضوعية في الحصول على المعلومات من مصادرها المختلفة، ومن أبرز العيوب أن الموضوعية تختفي أثناء الخروج بالنتائج من خلال رؤية الباحث الشخصية.
أقرأ المزيد: نماذج خاتمة بحث علمي
المنهج التاريخي
من أبرز مناهج البحث العلمي التي تعتمد على التاريخ في تفسير الظاهرات المختلفة، وذلك من خلال جمع كافة المعلومات التاريخية عن تلك الظاهرة في حدود معينة، سواء على المستوى الخاص بطبيعة الظاهرة أو على أساس المدى الزمني الخاص بها، ومن ثم العمل على دراسة تلك الحقائق والبيانات بشكل جيد للتعرف على الظاهرة بشكل أكبر من خلال التتابع الزمني.
من المميز في ذلك الأمر أنه يمكننا من التعرف على شكل الظاهرة في الأزمنة المختلفة وتأثير المجتمع والتاريخ عليها، كما أنه وسيلة للتنبؤ بشكل تلك الظاهرة في المستقبل، ولكن يعاب عليه أن بعض البيانات التاريخية لا تكون دقيقة أو بها نوع من المبالغة، كما أن التنبؤ بالظاهرة يمكن ألا يتم بشكل صحيح في بعض الظاهرات المختلفة.
المنهج التجريبي
إذا كنت تبحث عن واحد من مناهج البحث العلمي المناسبة للعمليات المرتبطة بالعلوم الطبيعية، فإن ذلك المنهج هو الخيار المناسب لك، يقوم ذلك المنهج على القيام بالتجارب العلمية على الظاهرات المختلفة، مع القيام بتسجيل كافة الملاحظات، يمكن من خلالها التعرف على النتائج بعد إتمام عملية الدراسة والتحليل الجيد لها، من المميز في ذلك المنهج أنه من السهل تعميم النتائج الخاصة به.
كما أن المميز أيضًا أن النتائج الخاصة به تكون دقيقة قائمة على التجربة، ولكن عيبه الخطير أنه لا يمكن تعميم النتائج في الكثير من الظاهرات.
المنهج التحليلي
من مناهج البحث العلمي التي تضمن لك الوصول إلى أفضل النتائج، وذلك من خلال التفكيك الجيد للظاهرة، ودراستها بشكل دقيق من خلال التحليل العميق ومقارنة كل ذلك بالعديد من الجوانب المختلفة، من المميز في ذلك المنهج أنه من السهل الوصول به إلى أدق النتائج مع الوصول إلى الحلول المثالية لحل العديد من الإشكاليات العلمية.
من العيوب القاتلة له أنه يحتاج إلى الخبرة الكبيرة لتطبيقه، حيث يعتبر من أصعب أنواع المناهج، كما أنه من الصعب الاعتماد عليه بمفرده.
المنهج الفلسفي
يعتبر الشريك المخالف لمعظم مناهج البحث العلمي، حيث لا يهدف إلى الوصول إلى الحقيقة العلمية من خلال التجربة أو الدراسة أو التحليل، ولكن يقوم على التشكيك في تلك الظاهرة، ويبدأ في وضع بعض الفرضيات التي تؤيدها أو تعارضها، مع الإجابة عن بعض الأسئلة التي تساعدك على الوصول إلى النتيجة النهائية بشكل صحيح.
من المميز أنه من أفضل المناهج التي تدرس الظاهرات غير الخاضعة للنظم العددية أو التي لا يستدل عليها كميًا.
أما من أبرز عيوبه أنه لا يخضع لمجموعة من القوانين الدقيقة، وإن النتائج الخاصة به تقوم على وجهة نظر الخبراء والخبرة التي يتمتعون بها.
المسح الاجتماعي
من المناهج المميزة التي تخدم العلوم الوصفية، حيث يقوم على إتمام مجموعة من الاستبيانات التي يتم توزيعها على الأشخاص محل الدراسة من أجل التعرف عليها، من المميز فيه أنه مناسب لدراسة المجتمعات الكبيرة، لإتمام عدد من المشروعات التنموية، ولكن يعاب عليه أنم بعض الموضوعات لا يمكن تعميم النتائج الخاصة بها.
المنهج الاستقرائي
من المناهج التي يتم بها دراسة الظاهرات الطبيعية أكثر من الظاهرات الاجتماعية، يقوم مثل المنهج التجريبي على التجارب والملاحظات أيضًا، ولكن الفرق بينهم أنه يهدف إلى اكتشاف العلاقات بين الظاهرات العلمية المختلفة، ووضع عدد من الفرضيات التي تحلل ذلك، ويتم من خلاله دراسة الأجزاء من أجل الوصول إلى النتائج العامة.
المنهج الاستنباطي
من المناهج التي تدرس الظاهرات العلمية بصورة عامة، حيث يتم تحليل الظاهرة والنظريات والمسلمات الخاصة بها، ويكون الهدف من ذلك هو تطبيق كل ذلك على الجزئية، من أجل الوصول من العام إلى الخاص.
خصائص مناهج البحث العلمي
تشترك تلك المناهج في مجموعة من الصفات المشتركة، يمكن التعرف عليها من خلال ما يلي:
- تنفيذ طريقة منظمة في التفكير والعمل، مع تطبيق الملاحظة العلمية على أدق الحقائق بشكل صحيح.
- تنفيذ كافة الخطوات بشكل دقيق ومنظم.
- التأكد من تمتع الباحث بعدد من الصفات مثل الموضوعية والبعد عن التحيز للآراء الشخصية.
- القدرة على دراسة الظواهر المرتبطة بتلك الظاهرة.
- التأكد من القدرة على توقع الظاهرات المختلفة، وفقًا للأحداث المشابهة.
أسس تصنيف المنهج العلمي
هناك عدد من الأسس التي تم على أساسها تصنيف كافة المناهج السابقة، يمكن التعرف عليها من خلال ما يلي:
- الأساس النظري، والذي يعتمد على البيانات الوصفية في دراسة الظاهرات المختلفة، والتي تتناسب مع الظاهرات التي تحتاج إلى ذلك مثل الظاهرات الاجتماعية.
- الأساس التطبيقي، والذي يقوم على فكرة التجربة والتطبيق، من أجل دراسة الظاهرة بشكل شامل، يمكن من خلال ذلك تطبيق النتائج الخاصة بها.
- طبيعة الظاهرة، سواء كانت طبيعية أو اجتماعية، حيث إن كل ظاهرة لها خصائصها التي تفرض شيء معين في إتمام عملية الدراسة.
أقرأ المزيد: كيفية اختيار موضوع بحث علمي ناجح لرسالة الماجستير والدكتوراه؟
مفهوم المنهج العلمي
المنهج العلمي هو الطريقة التي يعتمد عليها الباحث من أجل دراسة الظاهرة العلمية الخاصة به، وذلك من خلال القيام بتطبيق مجموعة من الخطوات المنطقية، والتي يكون الهدف منها الوصول إلى النتيجة المطلوبة في النهاية، من خلال صياغة مجموعة من الفرضيات العلمية، ويتم العمل على مقارنتها بشكل صحيح من أجل التأكد من صلاحية المناسب منها لإتمام العمل الخاص بك.
إذا كنت من الباحثين في المجال العلمي، يجب أن تكون على دراية بمناهج البحث العلمي المختلفة، والتي تمكنك من الوصول إلى النتائج الخاصة بك، ولكن يكون ذلك في إطار الظاهرة التي ترغب في دراستها، كما أن ذلك يرتبط بطبيعة العلم الذي تشمله تلك الظاهرة، وطبيعة البيانات، يجب أن تدرك ذلك بشكل صحيح.