ما هو الاقتباس في البحث العلمي وما هي أهميته
إن البحث العلمي يقوم على مجموعة من المفاهيم المختلفة، والتي يأتي على رأسها الاقتباس في البحث العلمي، حيث يعتبر من الأدوات التي يتم الاعتماد عليها في عرض معلومة أو حقيقة علمية، ويعتبر من الوسائل التي تؤكد على طريقة اختلاف التفكير على المستوى العلمي.
لذلك ظهرت مجموعة من المفاهيم حوله، بالإضافة إلى تعدد الآراء حول الأهمية العلمية الخاصة به، حيث كان السبب في اكتشاف العديد من الحقائق العلمية، مثل الاقتباسات التي أدت إلى اكتشاف الليزر.
مفهوم الاقتباس في البحث العلمي
كي نتمكن من التعرف على الاقتباس في البحث العلمي، يجب التعرف على مفهومه بشكل أكبر، وذلك من خلال ما يلي:
مفهوم الاقتباس لغويًا
كلمة اقتباس تأتي لغويًا من الفعل قبس بمعنى أخذ، والتي تجمع باللقطة اقتباسات، ويوجد مجموعة من الكلمات التي لها علاقة بتلك الكلمة مثل قابس واقباس ومقباء وقابوس ومقتبسون ومقبوس وقبس وقبسة وأقباس.
مفهوم الاقتباس اصطلاحيًا
أما الاقتباس في البحث العلمي من الناحية الاصطلاحية فإنه يعني نقل النصوص من المؤلفين أو الباحثين الآخرين، سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة أو جزئية، ويمكن أن يكون من خلال إعادة الصياغة، ويكون الغرض منه توجيه فكرة معينة أو نقد معين للقارئ.

أقرأ المزيد: رسائل ماجستير كاملة pdf
أهمية الاقتباس في البحث العلمي
يعتبر الاقتباس من أهم العمليات الداعمة للبحث العلمي، يمكن التعرف على ذلك بشكل أكبر من خلال ما يلي:
الاقتباس والاستشهاد بالآراء المؤيدة
من أبرز أغراض الاقتباس في البحث العلمي أن الباحث العلمي يحتاج إلى مجموعة من الآراء لكي يدعم وجهة نظر معينة، من خلال عدد من الآراء السابقة، ويكون الغرض من تلك العملية تقديم الدعم الكامل للفكرة الخاصة به، ومن أشهر الأمثلة على ذلك الاعتماد على مجموعة من آراء الباحثين الأجانب في تدعيم وجهة نظر معينة لم يتم دعمها من خلال الباحثين المحليين.
الاقتباس لنقد فكرة معارضة لك
يشبه الطريقة السابقة إلى حد كبير، ولكن الفرق بينهم أنه يكون الغرض منه إضعاف فكرة معينة ضد الرأي الذي يقوم الباحث بتقديمه، من خلال تقديم عدد من الآراء التي تدعم وجهة النظر الخاصة به، ولكن يجب الالتزام بالأخلاق العلمية والبعد عن الغطرسة.
يمكننا التأكيد أن ذلك لا يعني أن كافة الآراء السابقة هي خاطئة، فمن المعروف أن العلم يتميز بالحركة نتيجة الظروف المحلية لتلك الآراء، والتي يمكن أن تتغير مما يؤدي في النهاية إلى الوصول إلى ذلك.
الاقتباس بغرض التوضيح
من أهم أغراض الاقتباس في البحث العلمي، حيث يكون الغرض منه السعي نحو توضيح الفكرة الخاصة بهم بأسلوب أفضل، وذلك الأسلوب هو المعتمد عليه في الرسائل العلمية، من خلال ذكر بعض القطع من آراء الباحثين في تلك الرسائل.
اقتباس المصطلحات اللغوية
يعتبر من أهم الأنواع التي توضح المعنى اللغوي بغرض إزالة حالة عدم الوضوح لبعض المصطلحات اللغوية، ويتم الاعتماد على تلك العملية بحيث توضح معنى المصطلحات العلمية أو الطبية التي يصعب على العامة التعرف عليها بسهولة.
دعم البحث بالنظريات المبرهنة
من أهم أغراض الاقتباس في البحث العلمي، حيث إن الغرض منه كسر فكرة أن النظرية العلمية ليست حكرًا على أحد، وإن الغرض منها القيام بتوضيح أغراض العلم الحقيقية، لذلك يتم تقديم مجموعة من الاقتباسات التي لا تجعل أي مجال للشك لدى القارئ، وذلك من خلال تنفيذ عدد من العمليات التي تؤكد ذلك.
التعريفات الخاصة بمصطلحات البحث الأساسية
من أغراض تلك العملية هو وضع التوضيح وإزالة الغموض الخاص ببعض المصطلحات العلمية، والتي يمكن أن يحدث بها لبس لدى القارئ، مثل مصطلح العولمة الذي له العديد من المفاهيم التي اختلفت وفقًا لوجهة نظر الباحث، حيث يتم الاستعانة بعدد من المفاهيم لتوضيح فكرة معينة.

أشهر أنواع الاقتباس
هناك العديد من الصور للاقتباس، يمكن التعرف عليها بشكل أكبر من خلال ما يلي:
الإقتباس بصورة مباشرة
يقوم على نقل النص الأصلي الذي كتبه المؤلف الخاص به، مع القيام بعمل تضمين يوضح تلك الخطوة مثل قول كما جاء في كتاب كذا، أو كما قال كذا، مع العلم أن النص المقتبس يتم وضعه بين علامات تنصيص من أجل توضيح أنه مقتبس.
الاقتباس بشكل غير مباشر
من أشهر الأنواع المستخدمة في الأبحاث العلمية وغيرها من المدونات والكتب، ويقوم على فكرة الاستعانة بنفس الفكرة مع تغيير النص دون الحاجة إلى تغيير المعنى، ومن ثم لا يتطلب الأمر وضع علامات تنصيص لذلك.
إعادة صياغة النصوص
من أشهر الصور الخاصة بالاقتباس، ولكن يقوم على فكرة إعادة الصياغة للنص الأصلي بالاعتماد على نص تعبيري مختلف تمامًا، ولكن يجب أن يحمل نفس الأفكار الرئيسية، مع العمل على اختصار النصوص الكبيرة وجعلها في صورة أصغر.
الاقتباس الجزئي
من الأساليب التي تعتمد عليها الرسائل العلمية المختلفة والتي تحتاج إلى التركيز على كتابة جزئية معينة من أجل توضيح فكرة معينة، أو العمل على دعم الأهداف الخاصة بالباحث، من خلال توضيح فكرة معينة دون تغييرها.
ما هو الفرق بين الاقتباس والسرقة الأدبية
هناك نوع من الخلط بين كل من الاقتباس والسرقة الأدبية، حيث يعتبر الاقتباس من الوسائل المساعدة لخدمة الأغراض العلمية بغض النظر على الطريقة التي تتم به، لذلك نجد أن الجامعات تحدد نسب له، مع التركيز على توضيحه وفقًا للطريقة الخاصة به، مما يعني الحماية من بخس الحق العلمي.
أما عملية السرقة الأدبية، فإنها تقوم على نسخ كتب الآخرين بشكل نصي دون الإشارة إلى المؤلف، ولا يكون الغرض منه توضيح فكرة معينة، ولكن إراحة الذهن سواء كان ذلك بغرض الحقد أو الكسل عن السعي الجاد نحو تقديم فائدة جديدة للعلم.

أقرأ المزيد: أفضل شركة لعمل بحوث تخرج بكالوريوس
شروط عملية الاقتباس
هناك مجموعة من الشروط التي تحتاج لها تلك العملية، يمكن التعرف عليها بشكل أكبر من خلال ما يلي:
- السعي نحو إظهار المعنى الخاص به سواء كان ذلك من خلال الاعتماد على النص الأصلي، أو الاعتماد عليه بشكل غير مباشر، وذلك من خلال الإشارة إلى المؤلف الأصلي إذا لزم الأمر.
- هناك العديد من وسائل الاقتباس، لذلك يجب أن يكون الباحث مقتصرًا على قدر الإمكان، حيث يمكن أن تؤدي تلك العملية إلى الوقوع في الأخطاء دون قصد.
- الاهتمام بكل ما هو ضروري لتلك العملية، حيث يقدم الفكرة الخاصة به بشكل صحيح، دون إطالة أو اختصار بشكل مبالغ فيه.
- توضيح الأساليب التي قام من خلالها بعملية الاقتباس من النص الأصلي، مع توضيح وجهة النظر الخاصة به من خلال التعقيب، وفي حالة مخالفة ذلك سوف يكون الاقتباس لا معنى له، حيث لا يوضح جديد.
من المؤكد أن الاقتباس في البحث العلمي من أهم العمليات الداعمة لتلك العملية، ولكن لكي يتم استخدامه بشكل صحيح، يجب التعرف على أنواعه وكيفية التفريق بينه وبين السرقة الأدبية، مع التعرف على أهميته وشروطه، حيث إن كل ذلك في النهاية سوف يمكن الشخص من الوصول إلى الطريقة المناسبة لتحقيق أهدافه.