طريقة كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي
إن طريقة كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي مهمة للغاية في دعم وجهة نظر الباحث ومنهجيته البحثية التي اعتمد عليها في معالجة موضوع بحثه، لذلك لا يجب على الباحث أن يستعجل مرحلة الاطلاع على الدراسات السابقة في موضوع بحثه.
لأن الحضارة البشرية كلها قامت على نقد ما فات للوصول إلى ما آت، وظلت تلك العجلة العملية تدور حتى عصرنا الحالي، وقد اعتمد عليها الذكاء الاصطناعي في التعلم والتطوير، لذلك فإن التعرف على مجهود الأسبقين ليس رفاهية فيما يتعلق بالبحث العلمي.
طريقة كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي
المقصود بالدراسات السابقة مجموعة من المصادر والمراجع السابقة التي استند إليها الباحث خلال عمليته البحثية، وقد تكون تلك المصادر كتب أو صحف أو مقالات أو حتى مواقع إلكترونية، ويستخدمها الباحث في تحديد الخطوط العريضة لبحثه، ولتحديد نوع المعوقات التي يمكن أن يتعرض لها خلال بحثه، وكيفية إيجاد الحلول لتلك المعوقات.
وهي تعتبر من أهم عناصر البحث العلمي، حيث يقوم الباحث بتحليل البيانات لتحليلها والوصول إلى التفسيرات التي توصله إلى أفضل النتائج الممكنة لتحقيق أعظم فائدة ممكن البحث، ولذلك يجب معرفة كيفية إيراد وذكر تلك الدراسات السابقة عرفاناً بمجهود هؤلاء الباحثين.

أقرأ المزيد: كيفية كتابة خطة بحث قوية لرسالة الماجستير
طرق كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي
توجد طرق عديدة لكتابة الدراسات السابقة للبحث العلمي، ولكل طريقة منهم فائدتها في توثيق وترتيب جهود العلماء السابقين التي اعتمد عليها الباحث في عمله، ومن تلك الطرق:
أولى الطرق هي التسلسل التاريخي
إن من أشيع الطرق التي تساعد على ترتيب المراجع العلمية السابقة من خلال مراعاة التسلسل التاريخي من الأقدم إلى الأحدث، كما يراعي الباحث كل التغيرات التي طرأت على المرجع خلال الفترات الزمنية المختلفة خلال الترتيب الزمني، كما يراعي الباحث ذكر الأدوات البحثية التي استغلها أصحاب المراجع السابقة في أبحاثهم.
الترتيب على حسب الموضوعات
يقوم الباحث بترتيب الدراسات السابقة في موضوعات وجزئيات تتعلق بالبحث الخاص به، ويتم ترتيب كل تلك الموضوعات على حسب أهميتها وعلاقتها بالبحث، وبناء على تلك الأهمية يتم ترتيب الدراسات السابقة وفقاً لترتيب الأهمية الخاص بالموضوعات التي استعان بها الباحث في بحثه.
الترتيب من خلال المفاهيم العامة
يطبق الباحث مفهوم خرائط المفاهيم في كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي، حيث يقسم الباحث الموضوعات التي تناقشها الدراسات السابقة إلى أصول وفروع على شكل يشبه الشجرة، ويتم الاعتماد على خريطة المفاهيم في ترتيب الدراسات العلمية عند ذكر الدراسات السابقة في البحث.
الترتيب بناء على الاختلاف والتشابه
يعتمد الباحث في هذه الطريقة في كتابة الدراسات السابقة للبحث العلمي على البحث عن نقاط المقارنة والتشابه بين الدراسات والموضوعات، ويتم ترتيب الدراسات بناء على تلك الفروقات بحسب مدى الاختلاف والاتفاق بين كل دراسة وأخرى.
البناء على منهجية البحث العلمي
يقوم الباحث بكتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي وفق مجموعة من المناهج العلمية البحثية، والتي منها المنهج الوصفي والتحليلي والاستنباطي وغيرها الكثير من المناهج العلمية في التي تعتمد على الفهم العميق للمادة العلمية للقيام بالتصنيف والترتيب بناء على منهجية علمية واضحة.
كتابة الدراسات وفقاً لمتغير الدراسة
يبني الباحث في تلك الطريقة أسلوب كتابة الدراسات السابقة للبحث العلمي على تجزئته إلى عناوين فرعية حيث يتناول كل عنوان فرعي متغير من متغيرات الدراسة، ويدون الباحث تحت هذا العنوان الدراسات السابقة التي تتعلق بالمتغير، ويندرج تحت آخر عنوان الرسالة التي جمعت كل المتغيرات إن وجدت.
طريقة الشرح البيولوجية في تصنيف الدراسات السابقة
ولها مصطلح معروف باللغة الإنجليزية annotated bibliography، وتعتبر من أشهر وسائل كتابة الدراسات السابقة للبحث العلمي حيث إنها تعتمد على عدة خطوات بسيطة منها:
- كتابة اسم الدراسة السابقة بالكامل.
- تلخيص كل دراسة من تلك الدراسات بشكل مختصر.
- يدون الباحث النتائج التي توصلت إليها كل دراسة.
- يقوم بتحليلها ومناقشة صحتها في حالة كانت نتائجها صحيحة.
- وكذلك تتم مناقشة عدم صحتها في حالة الشك في نتائج الدراسة.
- يدون الباحث رأيه الخاص في تلك الدراسات.
لكن لهذه الطريقة في التصنيف بعض السلبيات نعرض منها ما يأتي:
- لا تراعي هذه الطريقة مقارنة الدراسات السابقة بعضها ببعض خاصة ما بين الدراسات القديمة والحديثة.
- وهي طريقة بعيدة عن الموضوعية في الطرح لذلك يتجنبها معظم الباحثين.
- بالإضافة إلى أن هذه الطريقة لا تساعد على تصنيف الدراسات إلى موضوعات وأقسام.

أهمية كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي
لكتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي أهمية كبيرة في عملية البحث العلمي حيث إنها تساعد على تحقيق عدة فوائد منها:
- توضيح الأخطاء التي وقع فيها الباحثون القدامى، وتساعده في تجنبها.
- تزيد من خبرة الباحث ومن الحصيلة العملية التي يمتلكها.
- تساعد الباحث على معالجة تساؤلات محكمة ذات أهمية.
- كما أنها تساعده على إبراز إبداعه وقدراته البحثية.
- تساعد الباحث على الإجابة على الأسئلة الأولية في ذهنه عن مجال البحث.
- تلهم الباحث للكثير من الأفكار الجديدة التي لم يعالجها في بحثه بعد.
- توجه الباحث حول الطريقة الصحيحة لإجراء بحثه والخطوات التفصيلية.
- تدل الباحث على المراجع والمصادر التي تساعده في إتمام بحثه.
- وجود قاعدة بيانات من الدراسات السابقة يساعد في علاج المشكلات بشكل أسرع.
- تهيئ الباحث فكريا ومعنوياً قبل الدخول في مهام البحث العلمي الخاصة ببحثه.
تفاصيل كتابة الدراسات السابقة للبحث العلمي
عند كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي يجب أن يراعي الباحث مجموعة من التفاصيل المهمة التي تساعده على تلافي الأخطاء والمشكلات أثناء تلك العملية، ومن أهم تلك التفاصيل:
- يكتب الباحث عنوان الدراسة السابقة كما هو دون أي تعديل.
- يدون الباحث بعدها المنهجية العملية المستخدمة في الدراسة السابقة.
- يورد الباحث رأيه في المنهجية العلمية السابقة إذا ما كانت مناسبة للبحث أم لا.
- ينبه الباحث إلى نقاط التلاقي بين الدراسة الحالية والدراسات السابقة.
- يذكر الباحث المراجع السابقة التي اعتمدت عليها تلك الدراسات ومدى موثوقيتها.
شروط كتابة الدراسات السابقة للبحث العلمي
لكتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي شروط مهمة يجب أخذها في عين الاعتبار، حيث إنها تساعد
على إتمام عملية كتابة وتسجيل الدراسات السابقة بنجاح، ومن تلك الشروط الآتي:
- أن يراعي الباحث المصادر الأولية عند اختيار الدراسات السابقة.
- يجب التأكد من صحة المعلومات التي تم استيرادها من الدراسات السابقة.
- كما يجب أن تكون تلك الدراسات منشورة في المجلات العملية.
- اختيار الأبحاث والدراسات الأحدث بخصوص مجال البحث.
- انتقاء الدراسة المختصرة والموجزة في الأفكار.
- أن يكون للدراسة السابقة صلة واضحة وبينة بالدراسة الحالية.

أقرأ المزيد: اسعار كتابة الرسائل العلمية
مصادر كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي
يمكن كتابة الدراسات السابقة للبحث العلمي من خلال البحث في المصادر التي توفر مثل هذه الدراسات ومن تلك المصادر:
- المكتبات الأكاديمية التي تتوفر في الجامعات والمؤسسات العلمية.
- الأبحاث والمجلات العلمية التي توفر الدراسات العملية على شبكة الإنترنت.
- المجلات العلمية التي تصدر بصفة مستمرة بأحدث الدراسات العملية.
الإطلاع على طرق كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي مفيد لكي يقوم الباحث بصياغة بحثه بالطريقة الأنسب التي تضمن له مناقشة سهلة وسريعة للرسالة سواء كانت ماجستير أو دكتوراه أو أي بحث علمي من أي نوع.